فى هذا الزمان توفى الله احد الحكام
واقيمت له جنازة حضر فيها الملوك والرؤساء والسلاطين واولى الامر وسارت به الاكتاف تحمله الى قبره واطلقت المدفعيه وقبر بقبره وتركوه لتربى ليكشف وجهه فى قبره ويولى وجهه قبلته وسدت عليه مقبرته باحكام مطبق ووقف المشيعون صفا لياخذوه عزائه وانفض الموكب وذهبوا كل فى حاله وتركوه
ومن مات قامت قيامته ووقف بين يدى الديان يحاسبه فسئله
ااقمت العدل بين الناس
فلم يجب فاسود وجهه
اعلمت ان الناس فى ضيق وغيرهم فى سعه ااخذت من ذاك لذلك فلم يرد
اعلمت ان حدودى قد انتهكت فماذا فعلت
اعلمت انك وليت عليهم من يظلم ويقتل ويهتك الاعراض
اعلمت انك ما اطعتنى فيهم وعملت مالا يحق واتخذت لنفسك قرناء يللون
فاغتاظت النار وقال القى به الى اخذ حق عبادك منه
فقال رب العزه ذاك من امر عبادى فلم احاسبه بعد فى انه لبس ثوب الكبرياء
وولى وجهه عنى ووالى عدوى
واتخذ منهم سندا على عبادى
ووقف الحاكم وقد انسلخ وجهه من لفحة من النار ومن شدة غضب الجبار
فقال رحمتك يالله
فقال العزيز الجبار اعلمت انى انا الله لا اله الا انا
وعزتى وجلالى لاحسابك على كل لفظ لفظته بلسانك وهو شاهد عليك وكل خطوة خطوتها وهى شاهدة عليك وبكل جارحه
وعزتى لاتين بكل ظالم لاهله وقومه ومن اتخذهم اولياء له واخذ منهم مظلمة عبادى
ما ملكتم امر الناس لتظلموهم وتقطروا عنهم ارزاقهم وتتخذوا لانفسكم اولياء ظالمون
ما ملكتم امر الناس لتلهون وتلعبون وانتم عنهم غافلون
ونادى العزيز الجبار على ملائكة العذاب
خذى من لم يقم العدل واطاع هواه واتخذ من دونى اولياء فى قعر جهنم
حتى تاتينى اخر مظلمه من عبادى
فانهم جميعا الى محضرون